أدلة صدق النبي صلى الله عليه وسلم
في دعواه النبوة
كتبته: كوثر السعدني
تخيّل أنك في ملعب رياضي، والجميع يتحدث عن لاعب كرة قدم مشهور، هناك من يشيد بمهاراته، وآخرون يتحدثون عن إنجازاته، لكن في زاوية الملعب يوجد مشجع قديم يراقب بهدوء، وعندما تسأله، يبتسم ويقول: “كان جاري في طفولتي، أعرفه أكثر من أي قصة ستسمعها عنه”.
إذا تأكدت من صدقه وأنه فعلا عاشره زمنا، هل ستثق بقصص الجماهير، أم بشهادته المباشرة؟
تمامًا كما أن الشهادات الحقيقية تعطي معنى أعمق من الأخبار المتناثرة، فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مجرد شخصية تاريخية غامضة لم يعاشرها أحد، بل كان إنسانًا عاش بين الناس، وواجه التحديات، وقدم حضارة شاسعة للبشرية وتاريخا وكون شبكة علاقات واسعة، اتفق فيها العدو مع الصديق على صدقه وأمانته وخصاله.
وفي هذا المقال سنستعرض الأدلة على صدقه والتي بدورها تؤكد كونه نبيا مرسلا من عند الله، وكيف أن حياته كانت شهادة حية تروي القصة بأكملها من زاوية قرائن الأحوال وشهادات الأصدقاء والأعداء عنه، ثم بعد ذلك سنتناول معجزاته ودلالتها على صدقه صلى الله عليه وسلم.
وحتى تكتمل الصورة لدينا عن هذا الشخص الذي غير مجرى التاريخ وصنع حضارة جديدة علينا أن نعود لطفولته وشبابه، فطفولة النبي صلى الله عليه وسلم كانت حافلة بالأحزان، فهو ولد يتيما، في بيئة صحراوية قاحلة، ومكث مع والدته فترة صغيرة، ثم انتقل لمرضعته السيدة حليمة وعاش معاها في البادية أربعة أعوام، لينتقل بعدها إلى أمه مجددا والتي عاش معاها حوالي عامين إلى أن توفت، ثم انتقل مرة ثالثة لجده عبد المطلب ليرافقه عامين فلم يلبث أن مات هو الآخر، ثم انتقل أخيرا إلى بيت عمه، ورغم كونه صلى الله عليه وسلم من نسب شريف إلا أنه لم يتمتع بالثراء في الطفولة، ولم يتمتع أهله بالثراء كذلك.
فنحن هنا أمام إنسان نشأ يتيما، في أسرة غير ثرية المال، منتقلا من بيت لبيت بدون استقرار.
في العادة يستغل الأشخاص الذين عاشوا طفولة قاسية محدودة الوضع المالي أول فرصة للثراء السريع لتعوضهم عما عانوه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، بل هو أنفق ماله القليل الذي اكتسبه في عمله في تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها في سبيل الدعوة، وكذلك فعلت هي.
وفي العادة أيضا يبرز الأشخاص الطموحون والساعون إلى السلطة أو المال مبكرا في شبابهم ولا ينتظرون إلى أن يبلغوا أربعين عاما ليبدأوا مشروعهم الطموح، أو على الأقل يكون لديهم سجل من المحاولات العديدة التي فشلت قبل أن يصلوا إلى النجاح، ولكن هذا لم يكن الحال مع النبي صلى الله عليه وسلم، بل عمل راعيا للأغنام في أول حياته، ثم في التجارة بعد ذلك، ولم يُعرف عنه تصدر لرياسة أو سعي لها، أو منافسة في شعر أو غيره من المجالات التي اعتادت العرب التنافس والبروز فيها.
ثم بعد أن ينزل الوحي على النبي ويخبر أهله وأصحابه المقربين عن أمر الإسلام مثلَ السيدة خديجة وسيدنا أبي بكر الذين صدقاه على الفور بدون انتظار معجزة لعلمهم بصدقه ورجاحة عقله وبالتالي استحالة أن يكذب على الله أو أن يكون مصابا بهلوسة أو خيالات، وبعد أن يخبرهم يفتر الوحي وينقطع فيحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا، فكيف يدعي شخص ما أنه نبي ثم يقول إن الملك الذي يأتيه بالوحي توقف عن التواصل معه وهو مازال في أول الطريق؟
ما مصلحته من أمر كهذا، بل هو ضد مصلحته تماما.
ولأن أكثر من يعرف الإنسان هم أقرب الناس إليه الذين عاشروه وعرفوا سره وعلانيته فسنستعرض عددا من شهادات المقربين له صلى الله عليه وسلم، ونبدأ من عند زوجات النبي رضوان الله عليهن، فنجد السيدة عائشة تقول عنه كان خلقه القرآن ([1])، والسيدة أم سلمة لما سُئلت عن سر رسول الله: قالت كان سره وعلانيته سواء([2])، والسيدة خديجة كانت تقول له: إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق([3]).
سيدنا أنس بن مالك خادم الرسول كان يقول عنه: “خدمت النبي عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعتُه لِمَ صنعتَه، ولا لشيء تركتُه لِمَ تركتَه، وكان رسول الله من أحسن الناس خُلُقًا ([4]).
على الجانب الآخر حتى الذين كفروا به وحاربوه سنوات طويلة شهدوا له بمحاسن الأخلاق وبالصدق لم يتهم واحد من الكفار النبي بالكذب أو بسوء الخلق مرة واحدة في حياته، فلما نزل قول الله تعالى” وأنذر عشيرتك الأقربين” صعد النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا، فجعل ينادي: «يا بني فهر، يا بني عدي» -حتى اجتمعوا فقال لهم النبي «أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟» قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبا قط، قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد»([5]).
رغم أنهم اتهموه لاحقا بالسحر والكهانة بل وحتى الجنون، لكنهم لم يتهموه بالكذب.
وربما يرد على ذهن بعض الناس أنهم كذبوه لكن المسلمين أخفوا ذلك، ولكن الإسلام على مدار التاريخ وله أعداء ومخالفين، فلم يكن إخفاء أمر كهذا ممكنا قط، وكان سيصلنا كما وصلتنا محاولات معارضة القرآن العديدة، وكما وصلنا ادعاء النبوة من مسيلمة الكذاب وغيره.
وفي صحيح البخاري في قصة دخول أبي سفيان على هرقل ملك الروم، يسأل هرقل أبا سفيان عن النبي ويقول له لو كذبت عليّ سيخبرني أصحابك، فيحكي أبو سفيان ويقول: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذبا لكذبت.
فيسأله هرقل: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت بل ضعفاؤهم.
قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون.
قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا.
قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا.
قال: فهل يغدر؟ فقلت لا.
ثم يسأله هرقل: بماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة.
وهذه العبارة فيها دلالة مهمة: إن كان النبي يدعي النبوة كذبا -وحاشاه -لماذا يأمر أتباعه بهذه التكاليف التي فيها بعض المشقة: يأمرهم بصيام وزكاة وصلاة وحج؟ لو أراد أن يكثر أتباعه لما فرض عليهم كل هذه الفروض، بل كان سيعتمد على الشعارات والمشاعر بدلا من الفروض والتكاليف.
عُرض على النبي الملك والمال فرفض، فعتبة بن ربيعة قال للنبي في مكة لما أسلم حمزة ورأت قريش أن أتباع النبي يكثرون: يا ابن أخي إن كنت إنما تريد بما جئت من هذا القول مالاً جمعنا من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تريد شرفاً شرفناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك، فلما انتهى قال له النبي: أفرغت؟ فاسمع مني، فقرأ عليه النبي آيات من أول سورة فصلت:
{حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ} [فصلت: 1 – 6].
فخرج عتبة من عند النبي وقال لقريش: يا قوم أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به، فقالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه ([6])!
فهذه أيضا شهادة شخص لم يؤمن به ولم يكن من صحابته ولكنه رأى صدق مقاله وقوته.
***
وُلد للنبي صلى الله عليه وسلم سبعة أبناء ماتوا كلهم في حياته إلا فاطمة ابنته، ومنهم إبراهيم الذي توفي وهو طفل صغير، فحزن عليه النبي كثيرًا ودفنه بيده وبكاه وقال مقالته الشهيرة “إن العين لتدمع وأن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”([7])، ووافق يوم موته كسوف الشمس فقال المسلمون: إنها انكسفت لموت إبراهيم ابن النبي، ولكن سيدنا محمد صحح هذا الاعتقاد، وقال لهم: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد”([8]).
وقول مثل هذا لا يصدر عن كاذب مدُّعي للنبوة، وإلا لكان استغل الفرصة في تأكيد نبوته قطعا.
ثم هناك مُرجحّات قوية على صدق النبي منها إنه يكون من أكمل الناس خلقًا وأحسنهم سيرة وأكملهم طبعًا، ولذا قيل: إن الذي يدعي النبوة لا شك يكون أصدق الخلق وأفضلهم أو أكذبهم وأشرهم، لأنه إن كان صادقا في دعواه فلا شك أن الله يريده قدوة للناس فيكون أعظمهم خلقا، وإن كان كاذبا فهو يكذب على الله، ولا يريد بهذا الكذب إلا نيل الدنيا من منصب أو مال أو جاه أو ملذات الدنيا العاجلة، ولا يشتبه أصدق الناس بأحقر الناس إلا على من انطمست بصيرته وقل إدراكه.
ويؤكد الفخر الرازي على هذه المعاني وهو يقول في كتابه المطالب العالية 8/114: «ولهذا لما أورد على النبي أنه لماذا لا يكون ما جاء به من الوحي والرسالة من تنزيل الشياطين عليه، فأجاب القرآن بأن: «تنزل على كل أفاك أثيم» والمعنى: أنه إن كانت الدعوة إلى طلب الدنيا وطلب اللذات والشهوات، كان ذلك الداعي أفاكا أثيما، والذين يعينونه عليه هم الشياطين. وأما أنا فأدعو إلى الله، وإلى الإعراض عن الدنيا، والإقبال على الآخرة، ولا يكون هذا بإعانة الشياطين بل بإعانة الله تعالى».
ومعلوم لمن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم علم أنه كان من أكثر الناس بعدا عن طلب الدنيا وزهدا فيها، وإقبالا على الآخرة ليس فيما يتعلق به فقط بل حتى ما يتعلق بأهله وأولاده، فقد كان يمر الشهر والشهرين لا يوقد في بيته نار كناية عن الزهد والصدقة بما في يده على الفقراء، وعرض عليه الملك والمال من أجل أن يترك دعوته فلم يوافق، بل ظل على هذه الحال من الزهد حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى.
وعُرض عليه الملك فرفض كل ذلك، ثم خاض الحروب المختلفة وعُودي من أهل مدينته (مكة) وعاش بعيدا عنها، وكان يمر عليه الشهر ولا توقد في بيته نارا للطبخ، فكل ذلك من أجل ماذا؟
فأمامنا رجل عُرضت عليه الأموال والسيادة، إن لم يكن من أجل رسالة صادقة يؤمن بها فماذا؟
أيضا لماذا يلزم النبي نفسه إن كان مدعيا للنبوة بأشياء شاقة كأن يقوم الليل كل يوم ويطيل الصلاة والركوع والسجود؟
سيدنا حذيفة بن اليمان يقول قمت ذات ليلة مع النبي فقرأ البقرة والنساء وآل عمران ([9])، يعني خمسة أجزاء وربع تقريباً، والسيدة عائشة كانت تقول: كان النبي يقوم حتى تتورم قدماه ([10]).
أيضا لو أن شخصا ما يدعي النبوة، فهل سيقول كلاما يخالف به نفسه ورأيه مثلما حدث في غزوة بدر؟
في غزوة بدر انتصر المسلمون وأسروا بعض المشركين فحدث تشاور حول الموقف الواجب اتخاذه تجاههم، فكان رأي أبي بكر رضي الله عنه وبعض الصحابة أخذ الفدية للاستعانة بها على حاجات المسلمين في المدينة، ولكي يكون هناك لهؤلاء الكفار فرصة أخرى للدخول في الإسلام.
بينما كان رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنهم يجب أن يُقتلوا، وانقسم الصحابة بين هذين الرأيين، ومال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرأي الأول وهو رأي أبو بكر، ولكن القرآن نزل معاتبا النبي: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 67] ([11]).
فلو أنه مدعي للنبوة ومؤلف القرآن، ما الذي يدعوه إلى مخالفة رأيه؟ وخاصة أن رأيه كان بالفعل رأي مجموعة من الصحابة وله وجاهة منطقية.
ورغم كل هذه القصص التي تدل على أخلاقه وكماله وصدقه فمازال بعض الناس ينكرون نبوته، ولذلك دعونا نتخيّل لو أنّ النبوة لم تُختم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أي لم يكن هناك نص قاطع من القرآن والسنة يمنع أن يُوحي الله إلى بعض الناس بالرسالة في عصرنا الحاضر، ثم ظهر من يدّعي النبوّة، فما الذي يدعونا إلى الإيمان به وتصديقه؟ أو ما الذي يجعلنا نجزم بكذبه؟
هذا سؤال مهم يجب أن نسأله لأنفسا لأن إجابته تضع بعض المعايير المتعلقة بصدق الأنبياء في أي زمان ومكان، والتي منها:
1-ألا يخالف هذا النبيُ الأنبياءَ من قبله في الأحكام الخاصة بأصول الدين؛ أي الأحكام التي ثبت صحتها بالأدلة العقلية القاطعة، مثل وحدانية الله وإحاطة علمه وطلاقة قدرته، واستحالة مشابهته للمخلوق، وإمكان الرسالة وتكليفه البشر بالأوامر والنواهي.
وهو ما يقره الإسلام بالفعل.
2-من خلال المعجزة، فالمعجزة هي ببساطة أمر خارق لقوانين الطبيعة ليست بمقدور أحد من البشر بأي آلة أو مساعدة كانت، يظهرها أحد البشر ويقول أنها من عند الله دليلا على أنه نبي منه إلينا، ومن يكذبني فليأت بمعجزة مثل التي أتيت بها لكم، أو يأت بأحد يأت بها.
وهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بمعجزات عديدة مثل نبع الماء من بين أصابعه وتسبيح الحصى بين يديه، وحنين الجذع إليه، واستجابة دعائه على الدوام، ثم القرآن وهو المعجزة الأعظم والباقية بيننا والتي تحدى بها العرب وعجزوا على أن يأتوا بمثلها رغم محاولات بعضهم الكثيرة، وهي معجزة باقية إلى يومنا هذا ثم إلى يوم القيامة ومازال التحدي بمعارضتها مطروحا في زمننا والأزمان القادمة.
وكان القرآن معجزة متعددة الأوجه، اقرأ ما هي وجوه إعجاز القرن الكريم.
وربما يرد هنا في أذهان بعض الناس أن المعجزات التي ادعاها الأنبياء السابقون ما هي إلا حيل وألاعيب “tricks” راجت على البسطاء البعيدين عن نور العلم، لذا فمن المهم أن يسأل كل إنسان نفسه: ما الفرق بين المعجزة والحيل السحرية؟
ولعل الحكمة من أن تكون معجزات أكثر الأنبياء من جنس ما برع فيه أقوامهم وتخصصوا فيه أن يكونوا قادرين على التفرقة بين المعجزات والسحر أو الحيل، ولأجل هذا أيضا كان القرآن معجزة خاتم الأنبياء، لأنه يتميز بوضوح عن السحر والحيل والألاعيب، بالإضافة لكونه معجزة باقية على مر العصور واشتمل مع إعجازه البلاغي على الإخبار عن الغيوب أيضاـ
وتجدون تفاصيل أكبر حول إعجاز القرآن في مطوية إعجاز القرآن الكريم.
على مدار سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه سلم هناك العديد والعديد من القصص والأخبار الثابتة المؤكدة التي تؤكد صدق نبوته ورسالته بجانب معجزاته العديدة التي أبرزها معجزة القرآن الكريم، وكل ما يحتاجه الواحد منا للتأكد من صدق رسالته صلى الله عليه وسلم هو القراءة الهادئة غير المتحيزة إلى سيرته العظيمة وخصاله وشمائله الشريفة صلى الله عليه وسلم.
[1] أخرجه أحمد.
[2] أخرجه أحمد.
[3] أخرجه الشيخان.
[4] أخرجه الشيخان.
[5] رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن.
[6] السيرة النبوية لابن هشام، ج1، صـ 293.
[7] أخرجه الشيخان.
[8] أخرجه البخاري.
[9] أخرجه مسلم.
[10] أخرجه البخاري.
[11] تفسير القرطبي للآية.