ما معنى الآية التي تقول: يكوّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل؟

.

معنى التكوير في اللغة العربية: إلقاء الشيء بعضه على الآخر، فعندما تقول: كورت المتاع يعني ألقيت بعضه على بعض، وإذا قلتَ: كورتُ العمامة  يعني جعلت بعض أجزائها على بعض، وفي الحديث: نعوذ بك من الحور بعد الكور، أي نعوذ بك من النقصان بعد الزيادة، لأن الحور هو نقصان العمامة بعد لفها، والكور هو جمع العمامة ولفها، فمعنى الآية أن الله يُدخل الليل على النهار، ويُدخل النهار على الليل، فإذا جاء أحدهما ذهب الآخر، فلا يجتمعان معا، وذكر هذا المعنى في سياق المنة على الناس لما فيه من المنافع الكثيرة على الناس من اختلاف الليل والنهار، وعدم تفرد الحياة في هذه الدنيا بواحد منهما فقط.

وهذا المعنى عبر عنه الحق سبحانه أكثر من مرة بألفاظ مختلفة، فقال سبحانه: يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ.

وتارة يقول:  وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ.

وتارة يقول: يكوّر الليل على النهار ويكور النهار على الليل.

وقد أشار الحق سبحانه في آيات أخر الحكمة من اختلاف الليل والنهار، فقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } [يونس: 67] أي جعل الليل للراحة، والنهار كله نور وضياء لتقوموا على أمر معاشكم ومصالحكم، ويكون سببا في إنبات الزرع  ونزول المطر وغيرها مما يتحقق به له منافعكم وتستقر به حياتكم.

قم بتقييم المحتوي