السؤال في نصوص القرأن والسنة وحياة السلف الصالح
للباحث: أحمد حسين الأزهري
إن السؤال في الإلهيات والقضايا الوجودية من القضايا التي تشغل كثير من الأذهان في زماننا، ومن جملة تلك الأسئلة المثارة: هل السؤال ممنوع؟ والمقصود هل يمنع الإسلام السؤال عن الله وأفعاله؟ هل يمنع الإسلام السؤال عن الحكمة من خلق الخلق؟ هل يمنع الإسلام السؤال عن الجبر والاختيار؟ ومن المظاهر المتكررة في عصرنا هو اجتماع طرفي النقيض على فهم واحد لنصوص القرآن والسنة ومواقف السلف الصالحين. فتجد المتطرف الديني يمنع السؤال في مثل هذه القضايا جملةً وتفصيلًا محتجًا بنصوص أساء فهمها وبنقول غاب عنه سياقها، وتجد أيضًا المتطرف اللاديني يزعم أن السؤال ممنوع بناءًا على نفس الفهم المغلوط الذي وقع فيه المتطرف الديني. فالنظارة واحدة، والمنظور واحد، ولكن تختلف أغراض الناظرين! وهذا شأن كثير من القضايا الدينية التي ينتشر الجدل فيها وتتهافت العقول على نقاشها، لا يُلتفت أن النزاع فيها هو نزاع بين الأغراض والمقاصد، وليس النزاع في فهم النصوص وإدراك المعاني. وقد سعيت في هذا البحث أن أجيب عن سؤال: «هل السؤال ممنوع؟» في ضوء الفهم التي تعلمناه من مشايخنا علماء الأزهر الشريف مع رفع الإشكالات التي وقع فيها كل من المتطرف الديني والمتطرف اللاديني. وقد قسمت البحث إلى مطلبين؛ أحدهما: السؤال في القرآن والسنة، وتعرضت فيه إلى مكانة السؤال فيهما وإلى النصوص التي يتوهم أنها تفيد غلق باب السؤال في الإلهيات والنهي عن البحث العقلي في الوجوديات؛ وثانيهما: موقف السلف الصالح من السؤال، وتطرقت فيه إلى حضور السؤال حول تلك القضايا في حياة الصحابة وإلى مواقف تنتزع من سياقها وتفرغ من مضمونها. والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعله هديةً متقبلةً للإسلام نافعةً للمسلمين، إنه أكرم مسؤول وأسرع من يجيب، ببركة سيدنا ومولانا الحبيب محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم